الأربعاء، 18 مايو 2016

رغم كونها قطة

رغم كونها قطة
حملت حقيبتي ونزلت علي السلم
لم اخرج من بابا العمارة إلا وأجد قطة امامي مباشرة تنظر إلي شذرا
تجاهلتها وهممت بالخروج من أمامها
فكشرت عن أنيابها وأسمعتني ما أفزعني
رجعت القهقهري
ولم أدر ما أفعل
لم أفعل لها شيئا
ولن أفعل لها شيئا
إنما أردت المرور
بعدما صعدت علي السلم بضع درجات
 عاودت الهبوط مرة أخري
وأيضا هممت بالخروج
فعاودت القطة الكرة بصوت أفظع
رعبتني هذه القطة
لماذا تريد العراك  ولم أفعل لها شيئا
ولماذا ترهبني بنظراتها وصوتها
صعدت ثانية وأنا في حيرة واضطراب
حدثت أبي فقال لي ولماذا لما تنادي علي جمعة البواب يكرشها لك
نعم كان هذا ممكن ولكني لم أجد أحد
فالمواجهة كانت بيني وبين القطة
لممت شعث نفسي وعاودت النزول مرة أخري بكل حذر وحيطة
فوجدتها انصرفت
وعرفت سر ذلك كله
عندما نزلت أول مرة كان خلفها صغارها وكان مروري يعني أني أكون بقرب صغارها دونها
وهذا ما رفضته القطة وكانت علي استعداد للقتال من أجله
قتال كنت انا فيه الطرف الضعيف رغم قوتي
لأني لا أعرف لماذا أقاتل
وكانت القطة تعرف لماذا تقاتل
بل وكانت علي استعداد للموت في سبيل الحفاظ علي صغارها

رغم كونها قطة إلا إنها علمتني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق