الجمعة، 30 ديسمبر 2011

ذات الأنف الكبير

ذات الأنف الكبير

ركبت القطار وجدت من يجلس علي الكرسي الخاص بي فأستأذنته فطلب مني أن أجلس علي كرسي آخر العربة في العادي بأرجع آخر العربة وأجلس مكانه لا بأس في ذلك ولكن اليوم لاحظت ان هناك الكثير من الناس يقفون بالعربة فاعتذرت له وقلت ياريت أجلس علي كرسيي فذهب الرجل إلي مكانه وجلست علي الكرسي الخاص بي
ومن الكرسي المجاور لي سمعت مكالمة هاتفية كانت إمرأة بالكرسي المجاور
يبدو عليها الحزن والقلق هذا ما لاحظته من المكالمة
ولكن ما سبب ذلك ؟
لقد عملت عملية في أنفها ويبدو ان العملية باظت وهذا سر توترها
ولقد كانت تشتكي في التليفون من أن أنفها باظت وكانت تخفي وجهها خاصة أنفها قدر إستطاعتها .
لا أدري هل إبليس كان يمر بالمنطقة فأخذ يوسوس لي أم انه موجود من بدري
فأخذ يحدثني ان أتطلع إلي أنفها
نعم أنفها فقط لأعرف حجم المأساة التي تعانيها
قاومته بشدة ولكن الفضول الذي أثاره في نفسي لم استطع مقاومته
فوقعت مني نظرة علي أنفها
يا مخيف كل هذا أنف
طبعا  بهذر
بعدما رأيت أنفها لم يكتف عم إبليس الخبيس بل ظل يوزني علي النظر علي أنف كل اللي في القطار الذين أستطيع أن أري أنفهم
فوجدت في الكرسي المقابل رجل لم يعمل عملية في أنفه ولا حاجة بس لديه انف محترمة جدا أكبر من أنف صاحبتنا اللي بجواري
وهكذا لاقيت إن كل الناس للأسف أنفها كبير بل كبير جدا
طبعا تحسست أنفي أنا الآخر فوجدتها برده كبيرة
وأول ما دخلت البيت رحت باصص في المرايا يا حفيظ كل دي أنف
واستغربت إزاي ماكنتش ملاحظ الموضوع ده إن الناس كلها أو معظمها أنفها كبير
 حين أدقق النظر علي أي عيب فإن سأجده بل سأجده اكبر مما هو عليه حقيقة إذ النظر مركز عليه بينما لو تركت نفسي لطبيعتي فلن ألاحظ  وجود العيب أصلا
الأشياء في حد ذاتها ليس لها معني نحن من يجعل لها معني بالتركيز عليها والوقوف معها

الخميس، 15 ديسمبر 2011

الطابور

الطابور

منذ 50 عاما تقريبا كان الطابور في العهد الاشتراكي يمثل جماهير الشعب الغفيرة أمام الجمعيات الاستهلاكية من أجل كيلو لحمة أو كيس سكر أو زجاجة زيت
فالتجمهر في العصر الشيوعي لا تراه إلا في موطنين
موطن تحية الزعيم والقائد في الميادين العامة وفي الاحتفالات وفي طابور الجمعية الاستهلاكية ولا أدري كيف كانت تهتف الجماهير لمن يجعلها تقف في طابور من أجل كيلو لحمة
وهناك  طابور الخبز  وهو مازال موجود إلي الآن
وطابور الخبز هو وصمة عار علي جبين الأمة
أي أمة تصطف بالطوابير من أجل رغيف الخبز أمة مهانة مذلة
فالأمة التي لا تستطيع توفير خبزها بوفرة بحيث لا تتكالب ولا تتزاحم عليه الناس أمة فقيرة عاجزة مقهورة .
وهناك طابور فواتير التليفون
وهناك طابور اكتتاب المصرية للاتصالات فلقد تم الاكتتاب للمصرية للاتصالات في البورصة المصرية في  طوابير غفيرة
وهناك طابور البنك فقبيل رمضان دخلت البنك لأجد أن رقمي هو 659 فلم أعبأ به كثيرا
ولكني حين دخلت ورأيت الرقم الظاهر علي الشاشة ساعة دخولي كان 359 أي أنني أمامي 300 رجل في هذا الطابور وقتها كنت أظن أني سأنهي إجراء البنك وأرجع علي طول فلما علمت هول المأساة خرجت من البنك أتناول طعام الإفطار
ومن الطوابير أيضا طابور فاتورة الانترنت فلقد كنت أّهب باكرا قبل موعد عملي لأجد الناس مصطفين خارج شركة الانترنت والشركة لم تفتح بعد.
في تلك الأيام هناك طوابيرهي الأطول ولكن من أجل ماذا من أجل الإدلاء بالأصوات في الانتخابات ،ولكن متي وقفنا طوابير من أجل الانتخابات بعدما وقفنا طوابير في التحرير نطالب بحقنا في رحيل النظام الفاسد وحقنا في اختيار من يحكمنا

الطابور يعني التزاحم ومع الأمثلة السابقة نتبين علي ماذا كنا نزدحم وإلي أين صرنا
والسؤال هو
هل ستغنينا طوابير الانتخابات عن باقي الطوابير ؟

الأحد، 11 ديسمبر 2011

بائع العسل وأشياء أخري

بائع العسل وأشياء أخري

كانت حماتي تزورنا ثم انصرفت وهناك إتفاقية أنها حين تعود إلي المنزل تتصل بنا لتطمئنا علي وصولها بالسلامة وهذه اتفاقية دولية معترف بها ومطبقة من الطرفين
وفي يوم كانت تزورنا ثم تأخر اتصالها  وعندما اتصلت قلنا لها لماذا تأخرت في الاتصال؟
 قالت بائع العسل!.
آه علمنا السبب قلنا لها ليتنا كنا نبهناك ..

هناك بالجوار بائع عسل رغاي جدا كلما ذهب إليه أحد يشتري منه يجلس أكثر من نصف ساعة أو ساعة يشرح له قضية العسل والمشاريع التي يعملها من العسل تُبدي له نوع تذمر ولا يهمه شغال لحد ما الشريط ينتهي لوحده
وكأن الرجل داخل دكانه في جزيرة معزولة وحين يري البشر إمسك عندك واحد بني آدم وهاتك يارغي !!

وكنا اتفقنا اتفاق ضمني داخل الأسرة ألا يشتري منه أحد وكنا نسينا أن ننبه حماتي .

للأسف سلوك بائع العسل ليس سلوك منفرد أو خاص ببائع العسل
فهناك المئات غيره لهم نفس الاستراتجية خاصة اصحابنا بتوع الكول بيزنس  أو تلي سيلز فلدي معهم كثير من المواقف المشابهه
يرن الهاتف تجد علي الطرف الآخر من يعرف بنفسه بأنه شركة كذا وغالبا بتبقي غير واضحة  مما يجعلني استعيد ما قاله حتي اعرف من أكلم ولكنه لا يبين بوضوح بل نفس النبرة طيب ياسيدي اتفضل هل لديك دقيقة وعندما اسمع هل لديك دقيقة أقول له بخصوص ماذا ؟  ومهما كان موضوع شركته اعتذر وأقل له مش مهتم واغلق السماعة .

وأنا بهذا أحسن إليه لأنني لست عميلا محتملا له وبالتالي أوفر عليه الوقت والجهد والمال ليستثمره مع زبون محتمل.

وفي يوم قلت هذا لرجل أو فتاة فشكرتني علي ردي الواضح السريع البسيط وظننت أنها ستغلق الهاتف لأتفاجئ بها تردف ولماذا أنت غير مهتم عندها أخذت أعنفها قلت لها لقد كنت حريصا علي وقتك فكوني حريصة علي وقتي .

ومرة أخري اتصل مندوب شركة الغسالات ليعمل استقصاء وكان الوقت غير ملائم فلقد كنت اتناول طعام الغداء مع الأسرة فقلت له الوقت غير مناسب  لم يعبأ كثيرا بقولي بل ذهب يطرش كل ما حفظه عن ظهر قلب ورحت بدوري واضع الهاتف بعيدا وأكملت غذائي حتي يتكلم براحته ولما يزهق ويطق يغلق هو السماعه .

التسويق فن له أصول وضوابط وقواعد
وأولي قواعده البسيطة أن تحدد العميل المستهدف  وهو العميل المهتم بالسلعة موضوع البيع فكلامك لرجل غير محتمل للشراء وغير مهتم بموضوعك أصلا  ضياع للوقت والجهد
نصيحة لا تكن كبائع العسل

سائق التاكسي والانتخابات


ركبت تاكسي  وبعدما ركبت سألت سائق التاكسي لمن ستعطي صوتك في الإنتخابات
فقال لي الصورة ليست واضحة بعد فلم نسمع من أحد عن برنامجه الانتخابي
ولكن هناك مبدئيا إتجاه سوف أعطي له صوتي حتي تتضح الصورة
وأخذ يعدد الأسباب التي من أجلها هناك موقف مبدئ مناصر لاتجاه معين
أخذت أنصت له في سرور
لأن لديه أفكار واضحه لمن سوف يرشحه وأسباب منطقية
عجبت كيف يكون لسائق تاكسي هذا الوعي
في حين أن الميديا من تلفزيون وغيره تتخبط في الحديث عن نفس الموضوع 
فلقد سبق المواطن العادي أجهزة الدولة كلها من إعلام وقبلها من حكومات ونظام حكم فقام بالثورة وهاهو يدلي بصوته في إنتخابات تقول أن الشعب المصري علي وعي تام وعقلية متفوقة وأنه سأم الخداع وسأم الهراء 
ومن ينجح اليوم عليه أن يعمل أقصي ما يستطيع وإلا لن يصوت له سائق التاكسي