الأحد، 11 ديسمبر 2011

بائع العسل وأشياء أخري

بائع العسل وأشياء أخري

كانت حماتي تزورنا ثم انصرفت وهناك إتفاقية أنها حين تعود إلي المنزل تتصل بنا لتطمئنا علي وصولها بالسلامة وهذه اتفاقية دولية معترف بها ومطبقة من الطرفين
وفي يوم كانت تزورنا ثم تأخر اتصالها  وعندما اتصلت قلنا لها لماذا تأخرت في الاتصال؟
 قالت بائع العسل!.
آه علمنا السبب قلنا لها ليتنا كنا نبهناك ..

هناك بالجوار بائع عسل رغاي جدا كلما ذهب إليه أحد يشتري منه يجلس أكثر من نصف ساعة أو ساعة يشرح له قضية العسل والمشاريع التي يعملها من العسل تُبدي له نوع تذمر ولا يهمه شغال لحد ما الشريط ينتهي لوحده
وكأن الرجل داخل دكانه في جزيرة معزولة وحين يري البشر إمسك عندك واحد بني آدم وهاتك يارغي !!

وكنا اتفقنا اتفاق ضمني داخل الأسرة ألا يشتري منه أحد وكنا نسينا أن ننبه حماتي .

للأسف سلوك بائع العسل ليس سلوك منفرد أو خاص ببائع العسل
فهناك المئات غيره لهم نفس الاستراتجية خاصة اصحابنا بتوع الكول بيزنس  أو تلي سيلز فلدي معهم كثير من المواقف المشابهه
يرن الهاتف تجد علي الطرف الآخر من يعرف بنفسه بأنه شركة كذا وغالبا بتبقي غير واضحة  مما يجعلني استعيد ما قاله حتي اعرف من أكلم ولكنه لا يبين بوضوح بل نفس النبرة طيب ياسيدي اتفضل هل لديك دقيقة وعندما اسمع هل لديك دقيقة أقول له بخصوص ماذا ؟  ومهما كان موضوع شركته اعتذر وأقل له مش مهتم واغلق السماعة .

وأنا بهذا أحسن إليه لأنني لست عميلا محتملا له وبالتالي أوفر عليه الوقت والجهد والمال ليستثمره مع زبون محتمل.

وفي يوم قلت هذا لرجل أو فتاة فشكرتني علي ردي الواضح السريع البسيط وظننت أنها ستغلق الهاتف لأتفاجئ بها تردف ولماذا أنت غير مهتم عندها أخذت أعنفها قلت لها لقد كنت حريصا علي وقتك فكوني حريصة علي وقتي .

ومرة أخري اتصل مندوب شركة الغسالات ليعمل استقصاء وكان الوقت غير ملائم فلقد كنت اتناول طعام الغداء مع الأسرة فقلت له الوقت غير مناسب  لم يعبأ كثيرا بقولي بل ذهب يطرش كل ما حفظه عن ظهر قلب ورحت بدوري واضع الهاتف بعيدا وأكملت غذائي حتي يتكلم براحته ولما يزهق ويطق يغلق هو السماعه .

التسويق فن له أصول وضوابط وقواعد
وأولي قواعده البسيطة أن تحدد العميل المستهدف  وهو العميل المهتم بالسلعة موضوع البيع فكلامك لرجل غير محتمل للشراء وغير مهتم بموضوعك أصلا  ضياع للوقت والجهد
نصيحة لا تكن كبائع العسل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق